بسم الله الرحمن الرحيم
طرق ذات يوم ساعى البريد بابى وقال : لديك رسالة
أجبته بدهشة : رسالة ممن ؟!
ليس لدي أحد يمكن أن يراسلنى بواسطة البريد , لقد تطورت التكنلوجيا ...
ألا تعلم بشيئ اسمه الجوال , ألا تعلم يشيئ اسمه البريد الاكترونى و
المحادثة الصوتية والمرئية ...؟!
ولى عصر الرسائل البريدية العادية
ابتسم ساعى البريد وقال : أعلم كل هذا , لكن ما على الرسول الا البلاغ
وصلت هذه الرسالة باسمك وها أنا اوصلها اليك ...خذها ودعنى أمضى
لحال سبيلى ...
أخذت الرسالة منه ...قلبتها من كل الجهات , ليس فيها الا اسمى ...الباعث أ
ايضا هو اسمى ...جلست على الاريكة وفنجان القهوة أمامى والجريدة
على الطاولة ...فتحتها ...عنوان غريب ...
رسالة الى " أنا " ...ابتسمت , استغربت ...
بدأت القراءة ...فى أول الامر كان فضولا ...أصبح دهشة ...تحول الى
رغبة فى التهام باقى سطور الرسالة ...الرسالة تقول :
عزيزى أنا ...كيف حالك ؟!
ربما استغربت أن أراسلك , وأنا أنت وأنت أنا ...لكن لم أستطع أن الفتَ
انتباهك الا من خلال هذه السطور ...انغمست فى عالمك وتركتنى وحيدا
فى صحراء كلها عواصف شهوانية ...كلما اشتقت الى مجالستك لنبحث
أمرنا تهربت الى اصدقائك الذين تمضى معهم معظم وقتك بين السهرات
الى الفجر , وبين التسكعات فى السيارات ومعاكسة الفتيات ...تركت درستك
وتوجهت الى مستنقع فيه هلاكك ...منذ متى يا أنا لم تقرب صلاتك ؟!
منذ متى لم تصلى الجمعة ؟! منذ متى لم تزر رحما ؟! منذ متى ...منذ متى ...
اشياء كثيرة وضعتها فى درج النسيان وأثفلت عليها بقفل العصيان ...أنا
ماذا بك ؟! انغمست فى الشهوات ...اندمجت فى جو ليس فيه الا تلوث الجسد
بالشيشة التى تمضى يومك تستمتع بقذارتها وبتلوث روحك الى تلوثها
بالنظر الى المحرمات ...لا تنكر يا أنا ...أعلم أنك حين تتصفح الانترنت
تكون بمفردك ولكنك نسيت أننى معك ونسيت أيضا من لا يفارقك , نسيت
من لا يغفل ولا ينام , نسيت ربك ...تتجول فى مواقع لا تعرض الا الفتنة
وسقطَّ فى حفرة الغفلة حتى تكسرت ضلوع برائتك وطهارة نفسك ...
ألا تذكر ذلك اليوم الذى رنّ فيه هاتفك ؟ ! اتذكر ذلك يأ أنا ...يوم أن دعاك
صديقك لى الذهاب الى شقته لتستمتعوا بوقتكم , لكنكم قتلتم أنفسكم بالابر
الى أرسلتم سمها الى عروقكم تحمله الى كل خلية من خلايا جسمكم ...
أتذكر عندما استفقت صبحا ماذا قلت لك ؟!
عدوتك أن نجلس معا لنناقش الامر , لنهرب الى الله لينقذنا مما اوصلتنا
اليه , لكنك تهكّمتَ علي وأخرستنى وقيدتنى ومضيت لى حال سبيلك تستمتع
مرة أخرى بالمعصية وتتلذذ بشهوة محرمة ...آهٍ يا أنا قد أوصلتنا الى باب
جهنم دون أن تدرى , أتريد أن يكون مصيرك يوم يفوز الناس بالجنة أن
تساق الى سقر مع المشركين والعاصين , أتريد أن تحرم من جنة ربك
وتحرمنى معك ...ماذنبى يا أنا لتحرمنى أن أتلذذ بالسجود لربى ؟!
ماذنبى أن تحرمنى من قراءة قرآن ربي ؟! ماذنبى أن تحرمنى من تحقيق
أحلامى ...؟! ان أعيش فى الحياة أطبق سنة نبيي , أن أعيش سعيدا بجسد
قادر على تحمل صعاب المعيشة وبروح تستمتع بالسعي وراء رضى رب
العزة ...لمَ تقذف بي فى مستنقع الامراض الجسمية والنفسية ؟!
لمَ تحرمنى من العيش بسلام ؟!
أنا ...أعرفتَ ما تفعل بي ؟! اننى أنت نعن أنت ...لم تفعل بنفسك ذلك لمَ
تحرمنى من العيش بسعادة فى الدنيا والاخرة ...؟!
لمَ تركت سيئاتك تتغلب على حسناتك ؟! لمَ لا تعرف الا طريق السيئات , مع
أن طرق الحسنات واضح وضوح الشمس ؟!
فجأة سألت أنا ...أقصد سألت نفسى ...طريق الحسنات ؟!!!
أوَ للحسنات طريق ؟!الم يتحول الى سراب بعد كثرة المعاصى التى نثرتها
عليه ؟! أجابنى بلهفة ...لا ...لا طريق الحسنات مازال ينتظر المشائين
الذين يريدون المشي فيه , طريق يسطع النور فى أفقه والابتسامة تحلق
فى سمائه والسكينة تحيط بجوانبه ...
إنه طريق سهل ...توكل أنت وهيا بنا اليه
تصالحت مع أنا ...أقصد تصالحت مع نفسى لأنال رضى رب العزة ...
أجبته بدهشة : رسالة ممن ؟!
ليس لدي أحد يمكن أن يراسلنى بواسطة البريد , لقد تطورت التكنلوجيا ...
ألا تعلم بشيئ اسمه الجوال , ألا تعلم يشيئ اسمه البريد الاكترونى و
المحادثة الصوتية والمرئية ...؟!
ولى عصر الرسائل البريدية العادية
ابتسم ساعى البريد وقال : أعلم كل هذا , لكن ما على الرسول الا البلاغ
وصلت هذه الرسالة باسمك وها أنا اوصلها اليك ...خذها ودعنى أمضى
لحال سبيلى ...
أخذت الرسالة منه ...قلبتها من كل الجهات , ليس فيها الا اسمى ...الباعث أ
ايضا هو اسمى ...جلست على الاريكة وفنجان القهوة أمامى والجريدة
على الطاولة ...فتحتها ...عنوان غريب ...
رسالة الى " أنا " ...ابتسمت , استغربت ...
بدأت القراءة ...فى أول الامر كان فضولا ...أصبح دهشة ...تحول الى
رغبة فى التهام باقى سطور الرسالة ...الرسالة تقول :
عزيزى أنا ...كيف حالك ؟!
ربما استغربت أن أراسلك , وأنا أنت وأنت أنا ...لكن لم أستطع أن الفتَ
انتباهك الا من خلال هذه السطور ...انغمست فى عالمك وتركتنى وحيدا
فى صحراء كلها عواصف شهوانية ...كلما اشتقت الى مجالستك لنبحث
أمرنا تهربت الى اصدقائك الذين تمضى معهم معظم وقتك بين السهرات
الى الفجر , وبين التسكعات فى السيارات ومعاكسة الفتيات ...تركت درستك
وتوجهت الى مستنقع فيه هلاكك ...منذ متى يا أنا لم تقرب صلاتك ؟!
منذ متى لم تصلى الجمعة ؟! منذ متى لم تزر رحما ؟! منذ متى ...منذ متى ...
اشياء كثيرة وضعتها فى درج النسيان وأثفلت عليها بقفل العصيان ...أنا
ماذا بك ؟! انغمست فى الشهوات ...اندمجت فى جو ليس فيه الا تلوث الجسد
بالشيشة التى تمضى يومك تستمتع بقذارتها وبتلوث روحك الى تلوثها
بالنظر الى المحرمات ...لا تنكر يا أنا ...أعلم أنك حين تتصفح الانترنت
تكون بمفردك ولكنك نسيت أننى معك ونسيت أيضا من لا يفارقك , نسيت
من لا يغفل ولا ينام , نسيت ربك ...تتجول فى مواقع لا تعرض الا الفتنة
وسقطَّ فى حفرة الغفلة حتى تكسرت ضلوع برائتك وطهارة نفسك ...
ألا تذكر ذلك اليوم الذى رنّ فيه هاتفك ؟ ! اتذكر ذلك يأ أنا ...يوم أن دعاك
صديقك لى الذهاب الى شقته لتستمتعوا بوقتكم , لكنكم قتلتم أنفسكم بالابر
الى أرسلتم سمها الى عروقكم تحمله الى كل خلية من خلايا جسمكم ...
أتذكر عندما استفقت صبحا ماذا قلت لك ؟!
عدوتك أن نجلس معا لنناقش الامر , لنهرب الى الله لينقذنا مما اوصلتنا
اليه , لكنك تهكّمتَ علي وأخرستنى وقيدتنى ومضيت لى حال سبيلك تستمتع
مرة أخرى بالمعصية وتتلذذ بشهوة محرمة ...آهٍ يا أنا قد أوصلتنا الى باب
جهنم دون أن تدرى , أتريد أن يكون مصيرك يوم يفوز الناس بالجنة أن
تساق الى سقر مع المشركين والعاصين , أتريد أن تحرم من جنة ربك
وتحرمنى معك ...ماذنبى يا أنا لتحرمنى أن أتلذذ بالسجود لربى ؟!
ماذنبى أن تحرمنى من قراءة قرآن ربي ؟! ماذنبى أن تحرمنى من تحقيق
أحلامى ...؟! ان أعيش فى الحياة أطبق سنة نبيي , أن أعيش سعيدا بجسد
قادر على تحمل صعاب المعيشة وبروح تستمتع بالسعي وراء رضى رب
العزة ...لمَ تقذف بي فى مستنقع الامراض الجسمية والنفسية ؟!
لمَ تحرمنى من العيش بسلام ؟!
أنا ...أعرفتَ ما تفعل بي ؟! اننى أنت نعن أنت ...لم تفعل بنفسك ذلك لمَ
تحرمنى من العيش بسعادة فى الدنيا والاخرة ...؟!
لمَ تركت سيئاتك تتغلب على حسناتك ؟! لمَ لا تعرف الا طريق السيئات , مع
أن طرق الحسنات واضح وضوح الشمس ؟!
فجأة سألت أنا ...أقصد سألت نفسى ...طريق الحسنات ؟!!!
أوَ للحسنات طريق ؟!الم يتحول الى سراب بعد كثرة المعاصى التى نثرتها
عليه ؟! أجابنى بلهفة ...لا ...لا طريق الحسنات مازال ينتظر المشائين
الذين يريدون المشي فيه , طريق يسطع النور فى أفقه والابتسامة تحلق
فى سمائه والسكينة تحيط بجوانبه ...
إنه طريق سهل ...توكل أنت وهيا بنا اليه
تصالحت مع أنا ...أقصد تصالحت مع نفسى لأنال رضى رب العزة ...
وكذلك انتم ايها المؤمنون والمؤمنات تصالحوا مع انفسكم لتنالوا رضى ربكم
انه غفور رحيم
